السلام عليكم ورحمة الله
هذا الموضوع راودني منذ مده ولا أبالغ منذ سنوات وهو ماذا أعددنا لرمضان؟؟ وهل كنا حريصين على الإعداد له من جميع الوجوه ؟؟ دعونا نتكلم بصراحه وأن لا نخفي ما تخفيه الصدور والقلوب ولنكون واقعيين جدا في كتاباتنا وأن نعترف
بالحق والواقع ولا ننسى أن ما نخفيه - وما أكثره - ألله يعلمه ويعلم السر وأخفى....!!!!
لنبدأ بسؤال أنفسنا ماذا أعددنا لهذا الشهر العظيم شهر التوبه والعوده إلى الله بقلوب نظيفه ملؤها الأمل في صدق العمل والتقرب إلى الله ؟؟؟
لقد لفت انتباهي أن الناس بدأت تتوافد بأعداد كبيره جدا وبشكل ملفت للنظر على مخازن بيع الأطعمة والأغذيه تهيئة لاستقبال هذا الشهر الكبير والعظيم، وبدأت الناس بشراء وتخزين أضعاف ما كانت تشتريه في بقية شهور السنه الأخرى وكأن هناك مجاعه في طريقها إلينا - لا قدر الله -
والحقيقه كنت ولا زلت ألحظ ذلك السلوك للناس في كل عام وقبل رمضان بأيام، وما حدث مع الآخرين حدث معي وفوجئت
قبل أيام بأم العيال أطال الله في عمرها وأدام علينا بركتها تقدم لي لائحه تموينيه كبيره لم أعهدها من قبل
وطلبت مني إحضارها قبل حلول الشهر الفضيل، وعندما نظرت
إلى تلك اللاّئحه أصابتني الدهشه لكثرة ما فيها من حوائج وطلبات وبعضها لم أسمع عنها في بقية الشهور وقلت لها ما هذا الذي أراه ؟؟ لا يوجد في البيت إلاّ أنا وأنت وما تطلبينه يكفي لإطعام العشرات أليس هذا نوع من الإسراف والتبذير ؟؟ فقالت كل سنه نشتري كل هذه الأشياء وأكثر ولم تنتقد، فلماذا تنتقد هذا العام بالذات ؟؟ فقلت لها أما آن الأوان لنتعلم الدرس والحكمة من هذا الشهر الفضيل ؟؟
وهل يجب أن نستمر في الخطأ ؟؟ تذكري كم من الطعام - خاصة في رمضان - زاد عن حاجتنا وخاصة عندما تكون عندنا ولائم رمضانيه وكان مصيره برميل النفايات ؟؟ كم من فقير يتضور جوعا ولم يجد ما يسد به رمق جوعه ؟؟ كم من محتاج هو أحق بالطعام الذي يزيد عن حاجتنا ؟؟ وكم من جائع في أفريقيا وغيرها يموتون جوعا ومرضا كل لحظه ؟؟ أليس أولئك البؤساء والجوعى أحق بهذه النعمة التي فاضت عن حاجتنا بمرات ومرات ؟؟ لم هذا الإسراف وعدم التعقل في تعاملنا مع هذا الشهر الفضيل ؟؟ وما هي الحكمة من صيام شهر رمضان، هل هو الشعور بجوع الآخرين أو إتخام البطون بما لذ وطاب من الأكل والشراب ؟؟ أليس هذا الشهر الفضيل شهر التسابق للتقرب من الله والصلح معه ؟؟ نحن سارعنا لتزويد بيوتنا بما لذ وطاب من المأكولات وأعددنا أنفسنا جيدا لهذا الغرض ولكن هل أعددنا أنفسنا بالأمور الأخرى تكريما له وبعظمته ؟؟ هل فكرنا كيف نصلح أنفسنا ونربيها التربيه الإسلاميه الصحيحه ؟؟ وهل فعلا نعمل وفق تعليمات المدرسه المحمديه العظيمه التي أنارت الدنيا بعلمها وأخلاقها ؟؟
هل فكرنا بأولئك الأيتام والأرامل الذين ملأوا بلاد المسلمين
ينتظرون منا لفتة حب ومساعده لهم ؟؟ هل فكرنا كيف نستقبل هذا الشهر الكريم ونفوسنا ستمتنع عن الكذب والنفاق والإستغابه والنميمه التي دخلت كل بيوتنا ومجتمعاتنا من أوسع أبوابها ؟؟ هل فكرنا ان نفتح صفحات جديده مع ربنا نعاهده التوبه وصدق القول والعمل ؟؟ وهناك عشرات الأسئله يمكن أن نسأل أنفسنا عنها ولا مجال لذكرها الآن... لاحظوا أن أول ما تذكرناه هو الأكل والشراب وإتخام البطون وكأننا مقبلون على مجاعه.. أمرنا غريب وعجيب ، كان المفروض منا جميعا أن يكون تخزين الطعام والشراب هما آخر ما نفكر به خاصة في هذا الشهر الكريم، والصوم هو فرصتنا الوحيده في كل عام كي نعيد لمعدتنا وصحتنا توازنهما ونريحهما من متاعب الأكل والإسراف فيه طوال شهور السنه الماضيه.
كنت أتكلم هذا الكلام أمام أم العيال وبعد الإنتهاء من هذا الدرس والأخذ والعطاء في الكلام، قالت لي أنت على حق وعاهدتني أن لا نجعل من برميل النفايات مكانا لأطعمتنا الزائده عن حاجتنا وأن نقلل من مشترواتنا لأن هذا الشهر الفضيل هو شهر للعباده والتقرب إلى الله وتثقيف النفس بتعاليم القرآن والمدرسة المحمديه التي نحن بأمس الحاجة لدروسها وتعاليمها.
الرئيسية 